تحركات النفط والذهب : عين على البحر الأحمر وأخرى على الاقتصاد العالمي

ارتفاع أسعار النفط
كتب بواسطة: حمادة صالح | نشر في  twitter

تشهد أسواق السلع الأساسية تحركات لافتة مع تجاوز الذهب لحاجز 3000 دولار للأوقية وارتفاع أسعار النفط بنسبة 1% وسط توترات متصاعدة في منطقة البحر الأحمر والحرب التجارية العالمية، ما يعكس تحول المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.

 
إقرأ ايضاً:مساند تحذر من حالتان تجعل العمالة المنزلية غير لائقة صحيًا.. ما هما؟آخر تطورات مصابي الاتحاد.. موعد عودة العمري

تحركات النفط: عين على البحر الأحمر وأخرى على الاقتصاد العالمي

بدأت أسعار النفط الأسبوع على ارتفاع ملحوظ، حيث سجل خام برنت قفزة بنسبة 1.02% ليصل إلى 71.30 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة بلغت 1.1% ليسجل 67.90 دولار للبرميل. يأتي هذا الارتفاع في سياق مشحون جيوسياسياً، مع تصريحات أمريكية حازمة بشأن استمرار العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

الملفت في المشهد النفطي أن هذه المكاسب تأتي بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الخسائر، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كنا نشهد تحولاً في الاتجاه أم مجرد ارتداد تقني قصير المدى. وفي قراءة للعوامل المؤثرة، يمكن تقسيمها إلى:

عوامل دافعة للصعود:

  • التهديدات المستمرة للملاحة في البحر الأحمر وتأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية
  • التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين والمخاوف من توسع نطاق الصراع
  • تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية في الأسابيع الأخيرة

عوامل كابحة للارتفاع:

  • المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي
  • تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها السلبي على الطلب العالمي
  • زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي

ويرى الخبير الاقتصادي د. سمير الحميد أن "التوترات الجيوسياسية تقدم دعماً مؤقتاً لأسعار النفط، لكن العوامل الأساسية المرتبطة بالعرض والطلب ستبقى هي المحرك الرئيسي للاتجاه طويل المدى."

 

الذهب: لماذا يكسر المعدن الأصفر كل الحواجز النفسية؟

شهدت أسواق المعادن النفيسة لحظة تاريخية مع تجاوز الذهب مستوى 3000 دولار للأوقية للمرة الأولى في التاريخ، محققاً رقماً قياسياً بلغ 3004.86 دولار قبل أن يستقر عند 2986.53 دولار في تعاملات اليوم.

هذا الارتفاع الاستثنائي يعكس تحولاً عميقاً في سلوك المستثمرين وسط مناخ عالمي مضطرب، ويمكن تفسيره من خلال عدة محاور:

محور المخاوف الجيوسياسية:

الصراعات المتعددة حول العالم تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة، حيث يمثل الذهب تقليدياً أحد أهم هذه الملاذات في أوقات الأزمات.

محور السياسة النقدية:

تزايد التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة يقلل من جاذبية الأصول المنتجة للدخل ويعزز الطلب على الذهب الذي لا يدر عائداً.

محور التوترات التجارية:

تصاعد الخلافات التجارية والرسوم الجمركية يثير مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، ما يدفع المستثمرين للتحوط ضد هذه المخاطر باقتناء المعادن النفيسة.

وفي قراءة مستقبلية، تشير التقديرات إلى احتمالية استمرار قوة الطلب على الذهب خلال الفترة المقبلة، مع ترجيح وصوله إلى مستويات أعلى في حال استمرت الاضطرابات العالمية.

 

أسواق المعادن النفيسة الأخرى: المشهد الأوسع

تباينت حركة المعادن النفيسة الأخرى في تعاملات اليوم، مع انخفاض الفضة بنسبة طفيفة (0.1%) لتستقر عند 33.76 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنفس النسبة ليصل إلى 994.50 دولار للأوقية. وفي المقابل، انخفض البلاديوم بنسبة 0.1% ليستقر عند 963.83 دولار للأوقية.

هذا التباين يعكس اختلاف العوامل المؤثرة على كل معدن، حيث يتأثر البلاتين والبلاديوم بشكل أكبر بالطلب الصناعي، خاصة من قطاع صناعة السيارات، بينما ترتبط الفضة بمزيج من الطلب الاستثماري والصناعي.

 

نظرة استشرافية: ماذا ينتظر أسواق السلع خلال الفترة المقبلة؟

مع استمرار التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجه العالم، يتوقع المحللون أن تشهد أسواق السلع الأساسية المزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة. وتتمثل أبرز السيناريوهات المحتملة في:

  1. سيناريو تصاعد التوترات: استمرار الصراعات وتزايد حدة الحرب التجارية قد يدفع أسعار النفط والذهب لمزيد من الارتفاع.
  2. سيناريو تراجع النمو العالمي: انخفاض الطلب على النفط مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، مقابل استمرار قوة الذهب كملاذ آمن.
  3. سيناريو تدخل البنوك المركزية: خفض أسعار الفائدة قد يحفز الطلب الاقتصادي ويدعم أسعار النفط، مع تعزيز جاذبية الذهب في الوقت نفسه.

وفي ختام هذا التحليل، يبدو أن المشهد العالمي يدفع نحو استمرار ارتفاع أسعار الذهب والمعادن النفيسة في المدى المنظور، مع ترجيح استقرار أسعار النفط قرب المستويات الحالية مع ميل محتمل للارتفاع إذا استمرت التوترات في البحر الأحمر.

هل يتساءل المستثمرون اليوم عن الوقت المناسب للدخول في سوق المعادن النفيسة أم للخروج منه؟ الإجابة تعتمد على أفق الاستثمار والقدرة على تحمل المخاطر، لكن المؤشرات تشير إلى أن العوامل الداعمة للأصول الآمنة لا تزال قائمة في المشهد الاقتصادي الحالي.

 

#أسعار_النفط #الذهب_يرتفع #أزمة_البحر_الأحمر #الحرب_التجارية  #تحليل_الأسواق_العالمية

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X